مداد/خاص مقالات مضاوي

الأصدقاء إخوة وجدوا من رحم الحياة

 

الصداقة : مصدر صريح جذره من الفعل صدق فالصديق الحق من صدقك قولا وفعلا فهو لا يعرف معنى الخذلان فلن تخش غدر الزمان معه ولا تخش غدره فأنت معه صادق وهو الأمين الصادق المؤتمن على أسرارك وحياتك والصداقة لا تقاس بالزمن إنما تقاس بحسن المعشر يقول المفسرون رحمهم الله في تفسيرهم لمعنى الصاحب بالجنب : (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ﴾ الصاحب بالجنب يعني: الذي يصاحبك في جنبك، وقد اختلف المفسرون فيه فقيل: إنه الزوجة، وقيل: إنه صاحبك في السفر، واللفظ يحتمل المعنيين فيُحمل عليهما؛ فالإنسان مأمور بأن يُحسن بالصاحب بالجنب؛ أي: بالزوجة أو بالصاحب في السفر؛ لأن كلًّا منهما له حق بالصحبة.
﴿وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ ﴿ابْنِ السَّبِيلِ﴾ أي: المسافر، و﴿السَّبِيلِ﴾: الطريق، وسُمِّي المسافر ابن سبيل لملازمته له -أي: للطريق- كما يقال: ابن الماء، لطير الماء الملازم للماء؛ فيه طيور الآن دائما تلازم الماء، دائما تحوم على البحار تلتقط ما يحصل من سمك وغيره، فيُسمَّى هذا الطير يُسَمَّى ابنَ الماء، يُسَمَّى المسافر الذي جدَّ به السير يُسَمَّى ابنَ السبيل؛ لأنه ملازم للطريق.)
لذلك إن كنت مصاحبا فانتخب واختر الرفيق قبل الطريق فلا يعين على دروب الحياة بعد الله تعالى غير الصحبة الصالحة ولذلك فليصبح صديقك مرآتك التي تعكس لك حقيقة الأمور تماما كما هي فلا يقترب منك إلا الصديق الصدوق الأعز من ذوي القربى والدم فالناس إما معارف أو زملاء عمل أو دراسة أو أصدقاء حقيقيون في منزلة الأخوة..

 

مضاوي دهام القويضي
كاتبة صحفية ومستشارة

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى